مأساة تهز خريبكة أسرة كاملة تتبادل الغرق في محاولة لإنقاذ بعضها
خريبكة -ولاد عبدون
في ليلة حالكة السواد، ارتسمت مأساة إنسانية موجعة في نواحي إقليم خريبكة، وتحديدًا في قبيلة ولاد عبدون بدوار ولاد سعد. فقد تحول حوض مائي اصطناعي، يفترض أن يكون مصدر خير، إلى قبر يضم أسرة بأكملها، في حادثة هزت المنطقة بأسرها وتركت الأهالي في حالة من الصدمة العميقة والحزن الذي لا يوصف.
الضحايا هم الأب والأم والابن والابنة، والذين قضوا نحبهم غرقًا في سيناريو مأساوي يؤكد عمق التضحية والفداء الأسري. الروايات المتداولة تروي قصة بطولية يائسة؛ حيث لم يغرقوا دفعة واحدة، بل راح كل فرد منهم ضحية لمحاولته إنقاذ الآخر. سلسلة من التضحيات المتبادلة بدأت بشخص يحاول النجاة، ليلحق به فرد آخر من الأسرة محاولاً سحبه، وهكذا حتى ابتلعهم الماء جميعًا في تتابع مؤلم ومروع.
ولم تتوقف المأساة عند حدود الأسرة، بل امتدت لتشمل شخصًا خامسًا من خارج العائلة، قيل إنه حاول التدخل لتقديم العون والمساعدة في محاولة لإنقاذ الأرواح، ليجد مصيره محتومًا بالغرق هو الآخر، مما ضاعف من حجم الكارثة.
وقد سارعت السلطات المعنية إلى مكان الحادث، وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الأجساد الطاهرة، التي ودعت الحياة تاركة وراءها جرحًا غائرًا في نفوس سكان المنطقة. دوار ولاد سعد يعيش حاليًا تحت وطأة الحزن والفقد، والكل يرفع أكف الضراعة بالدعاء للضحايا بالرحمة والمغفرة، ولذويهم بالصبر الجميل والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون."
