قراءة في المؤتمر الإقليمي السابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم خريبكة..
في الذكرى الخمسين على تأسيس الإـحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بإقليم خريبكة 1975- 2025.
على الحكومة والفوسفاط والمجالس المنتخبة الاهتمام بإقليم خريبكة حتى ينخرط في التنمية المستدامة..
إدريس سالك.
عقدت الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم خريبكة وبتنسيق مع اللجنة التحضيرية المؤتمر الاقليمي السابع للحزب بإقليم خريبكة يوم الأربعاء 9 يوليوز 2025 بالمركب الثقافي محمد السادس بشارع مولاي يوسف بمدينة خريبكة تحت شعار « ثروة الإقليم: رافعة اقتصادية ودعامة اجتماعية.»،..
إن القراءة في نتائج المؤتمر الإقليمي السابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم خريبكة تبرز 6 ملاحظات أساسية وهي:
الملاخظة الأولى:
في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الأخ الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر و الأخ يوسف أيدي الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل والدكتور إبراهيم الراشيدي وحضرها أكثر من 300 مؤتمرا ومؤتمرة من جميع فروع الحزب بالإقليم وهي : خريبكة ووادي زم وأبي الجعد والعالم القروي وعدد غفير من المواطنين غصت بهم قاعة الاجتماعات و بالإضافة إلى ضيوف المؤتمر وتجاوزت القاعة طاقتها والتي تصل إلى 600 مقعد...
خلال افتتاحه أشغال المؤتمر الإقليمي السابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم خريبكة أ كد الأخ إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب أن هذا اللقاء يأتي في سياق دينامية تنظيمية وطنية يشهدها الحزب، معتبرا أن هذه المحطة تشكل لحظة لتجديد الثقة في المناضلين والمناضلات، وفرصة للاعتراف بمجهوداتهم ونضالاتهم داخل التنظيم، والوقوف عند مكامن الضعف والقوة بغية التحضير للمؤتمر الوطني القادم الذي يجب أن يكون قفزة نوعية تحضر لكل المعارك ولكسب رهان الانتخابات..
وتحدث الاستاذ إدريس لشكر عن واقع إقليم خريبكة، الذي اعتبره إقليم الطبقة العاملة وعلى رأسها عمال الفوسفاط وأكد أن إقليم خريبكة يعد إقليما اتحاديا بامتياز من الدوائر التاريخية للاتحاد منذ انطلاق الانتخابات في المغرب سنة 1976، مذكرا بقامات اتحادية بصمت على مراحل نضالية مشرفة من الوجوه الاتحادية التي خبرت الاقليم وكبرت فيها، أستحضر أسماء اتحادية صنعت المجد البرلماني والنضالي للمنطقة،
واكد أيضا على الرهان على الكفاءات والوجوه الشابة والنسائية، وأن المؤتمر يجب أن يكون نقطة انطلاق لإعادة البناء الحزبي الحقيقي، والفوز بالاستحقاقات المقبلة والتواضع والانفتاح على الطاقات الحية
و أكد أن التحضير للمؤتمر الوطني في أكتوبر المقبل ينبغي أن يكون نقلة نوعية إن تغول الأغلبية الحكومية، كلها عوامل تفرض علينا معارضة مسؤولة وواعية، مشيرا إلى أن دستور 2011 منح للمعارضة مكانة قوية، لكن الأغلبية الحالية ضيقت الخناق على الديمقراطية والحريات والمكاسب، وأن الاتحاد اختار معارضة وطنية مسؤولة لحماية الاستقرار، خاصة في ظل تهديدات خارجية، آخرها المناورات الجزائرية المتكررة وما حدث في السمارة، معتبرا أن المغرب يتعامل بمسؤولية بالغة لتجنب الانجرار نحو التوترات، في ظل سياقات إقليمية ودولية حساسة، كما حذر من جهة أخرى أن يكون التغيير الحاصل على المستوى الدولي الجاري على حساب الشعب الفلسطيني..
الملاحظة الثانية:
إن إقليم خريبكة يعد من الأقاليم الاتحادية بامتياز بحيث منذ 1977 وفي أول استحقاق تشريعي فاز بالمقعد الأخ عياش المدني رحمه الله وتم تزوير مقعد الأخ الحبيب المالكي أيام الجمر والرصاص وفي استحقاق 1984 فاز بالمقعدين كلا من عياش المدني رحمه الله والحبيب المالكي وبعد إضافة سنتين بعد الاستفتاء الشعبي وفي 1992 فاز الأخ الحبيب المالكي وفي 1997 فاز كلا من الأستاذ النقيب المختار السكتاني وفاز أيضا برئاسة المجلس البلدي لمدينة خريبكة و الأخ الحبيب المالكي وفي الانتخابات الجزئية سنة 1999بعد وفاة المرحوم المختار السكتاني فاز الأخ المدني عياش رحمه الله كما فاز أيضا برئاسة المجلس البلدي لمدينة خريبكة ولولا المؤامرة الدنيئة التي حاكها عامل الإقليم أنداك وتمت إقالة الرئيس الاتحادي طبقا للفصل المجحف رقم سبعة من قانون الجماعات أنداك. .وفي انتخابات سنة 2002 فاز الأخوين الدكتور مصطفى سأكدي والحبيب المالكي والذي فاز بالمقعد في انتخابات 2008 و 2015 و2021 ونظرا لحالة التنافي أصبح الأخ المهندس محمد حوجر نائبا برلمانيا ومستشارا اتحاديا بالمجلس البلدي بخريبكة وبمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي السابع احتفل المؤتمر بالذكرى الخمسين سنة على أول كتابة ٌإقليمية في 20 يوليوز وذلك بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب في سنة 1975...
إن تاريخ الكتابة الإقليمية بإقليم خريبكة مرتبط بالتاريخ النضالي لهذا الإقليم المناضل وهو مرتبط بالطبقة العاملة وخاصة عمال الفوسفاط وأن التاريخ كان مشتركا بين نقابة الفوسفاط والحزب المؤطر له. فمند المؤتمر الأول إلى حدود هذا اليوم تناوب 5 كتاب إقليمين والذين تم تكريمهم من طرف المؤتمر الإقليمي السابع تحت إشراف الكاتب الأول للحزب والأخ الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل والأخ الدكتور إبراهيم الراشيدي عضو المكتب السياسي وهم : محمد نصر الله والأستاذ بوشتى الحالي والمرحوم عياش المدني وتناولت التذكار كلا من زوجته الاخت مليكة الراشيدي والدكتورة ليلى عياش ثم الأخ الأستاذ إدريس سالك وأخيرا الأخ الدكتور سعيد المسكيني. وانبثق عن هذا المؤتمر السابع كاتبا إقليميا سادسا بإجماع المؤتمرين والمؤتمرات وهو الإخ عبد الرحيم لغبايد .
الملاحظة الثالثة:
وقفوا خلال النقاش ومن أخر اجتماع للجنة التحضيرية على الدعوة لتغليب الحس الوطني، والمصلحة العامة، في مواجهة أزمة الجفاف، وتراجع الموارد المائية وايقاف انقطاعات الماء والكهرباء بدون علم الساكنة والأزمات المستوردة سواء الطاقية أو المرتبطة بالتضخم، عبر إقرار قوانين وسياسات تنتصر لتحسين دخل المواطنين/ات وتقليص الفوارق الطبقية والمجالية، بما يخفف من حدة الاحتقان الاجتماعي.
الملاحظة الرابعة:
وأكدوا على اعتماد رؤية متجددة لإقليم خريبكة تؤهله لولوج مصاف الاقاليم الذكية بكامل مقوماتها المواطنية والتدبيرية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية وذلك بتدخل الدولة والحكومة والفوسفاط والمؤسسات المنتخبة من جهة و إقليم وجماعات محلية حضرية وقروية والتنبيه لمخاطر لولبيات العقار بالإقليم وربطها بالعمل السياسي الفاسد والتطاحنات بين رموز الفساد مدبري الشأن المحلي بإقليم خريبكة، وداخل مجلس الجهة والمجلس الإقليمي تحديدا، وهي تطاحنات مصلحية لا علاقة لها باحتياجات المواطنات والمواطنين واعتماد مخططات للتأهيل الحضري للجماعات بالإقليم، تأخذ بعين الاعتبار معطيات التوسع الحضري المتزايد وتنمية الموارد المالية، والمحافظة على الإرث المعماري الذي يمنح الاقليم هوية معمارية خاصة، ويأخذ بعين الاعتبار التحديات الإيكولوجية المتزايدة. وتأهيل الفضاءات الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية القائمة، والتي تعتبر جزءا من ذاكرة الاقليم، مع إحداث بنيات أخرى جديدة، تستجيب للطلب المتزايد عليها، خصوصا على مستوى المعاهد الموسيقية وملاعب القرب ودور الشباب. بما في ذلك احداث المركب الرياضي لمدينة خريبكة، والبنايات المرافقة له.. و الاستثمار الأمثل للبنيات التحتية المحدثة لفرص الشغل، والمدرة لعائدات ضريبية، من المناطق الصناعية بكل من خريبكة ووادي زم وابي الجعد، مع ربطها بمؤسسات التكوين المهني المحلية. و اهتمام إدارة الفوسفاط بالإقليم . فإذا كان الفوسفاط نعمة على الاقتصاد الوطني فانه تحول إلى نقمة على مدن الإقليم والذي تم تهميشها وإقصاؤها من عدة مشارع تنموية. وأن المؤتمر يطالب الحكومة بتحويل الإقليم إلى منطقة تنموية إسوة ببعض الأقاليم بالمغرب..
وإحداث فضاءات خضراء جديدة، وتأهيل الحالية، مع تزويدها بما يمكن الأطفال والشباب من ممارسة أنشطة رياضية وترفيهية وفنية وثقافية تواكب احتياجاتهم واهتماماتهم. و قيام المؤسسات المنتخبة بأدوارها في دعم التعليم العمومي المدرسي والصحة والسكن، انسجاما مع أدوارها، وتمثيليتها داخل مجالس تدبير المؤسسات التعليمية، خصوصا على مستوى تأهيل المدارس الرائدة والمكتبات المدرسية، وإصلاح فضاءات التربية البدنية، وتشجير المدارس، والعناية بمحيطها الخارجي الذي يجب أن ينسجم مع أدوارها التربوية.
الملاحطة الخامسة:
بالإضافة إلى حل معضلة النقل الحضري بكل من وادي زم وابي الجعد وفي المراكز العمالية بكل من بوجنيبة وحطان وبولنوار والجماعات القروية اسوة بالمدن بالجهة سواء على مستوى توفير الحافلات وتجديدها، أو على مستوى إصلاح الشوارع والأزقة، مع استحضار إدماج الطاقات البديلة للتقليل من مخاطر التلوث بالمدينة، والذي بات يشكل عبئا متزايدا على صحة المواطنات والمواطنين، خصوصا صغار وكبار السن.
و الصرامة في محاربة مظاهر التملص الضريبي، بحيث لا تتناسب المداخيل الضريبية مع الواجب استخلاصه، خصوصا في الجماعات البلدية الخمس بالإقليم ، والذي من شأن الاستخلاص الأمثل لهذه العائدات أن يسهم في رفع مثالي للمداخيل، مما سينعكس إيجابا على التأهيل الأمثل للمواطنين.
و محاربة احتلال الملك العمومي، مع التفكير في تسويات توفق بين احترام جماليات الفضاء العمومي وتنمية الموارد الضريبية وخلق فرص الشغل.
واعتبر أن إقليم خريبكة قادر على تجاوز أعطاب تنميته المحلية، لما تتوفر عليه من بنيات و خيرات ونخب، وفي الآن نفسه، فإنه يربط بين هذه التنمية وبين أفق الديموقراطية بشقيه التمثيلي والتشاركي، وبالتالي فهو لا يفصل مستقبل الاقليم عن شروط مجالسها المحلية، التي يجب أن تستجيب لمتطلبات الديموقراطية والكفاءة والتوفر على تصور لإقليم المستقبل...
الملاحظة السادسة:
أكدوا جميعا على توحيد الصف واستنهاض كافة الطاقات الاتحادية من أجل استعادة الريادة تنظيميا وسياسيا بالإقليم، مؤكدين أن المؤتمر الإقليمي السابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم خريبكة، انعقد في ظرفية وطنية ودولية دقيقة، وفي سياق سياسي وتنموي يستدعي من الجميع تجديد الرؤية وضخ دماء في شرايين هياكل الحزب بكافة الفروع الحزبية مع خلق فروع أخرى بالجماعات الترابية المتبقية..