ذ . ياسين منامي
لا أحد و لاشيء يقبل بأجسادنا بعد
الموت سوى الأرض…تطعمنا و نحن
أحياء و تأوينا و نحن أموات…أفلا
يمكن رد قليل من الجميل إليها
بالإحساس أكثر بالطبيعة…بحمايتها…
بالافتنان بشكل أقل بكل ما هو
اصطناعي…بالقدرة على الاستمتاع
بأكل حبة زيتون و قطعة خبز تشع
منه رائحة القمح التي تحكي قصة
أرض و زرع و حصاد….ألا يمكن
أن يكون كل يوم هو فرصة للصيام
الأبدي عن كل ما يخترق أجسادنا
من منتوجات لها أضرار لا متناهية
على الصحة و لها فائدة واحدة…
تعزيز رأسمال الشركات المصنعة
لسموم ترتدي قناع القدرة على
الامتاع…ألا يمكن أن ترتفع أذواقنا
الى أعلى درجاتها…بشرط أن يكون
لدينا إيمان كبير بأن أسفل الدرجات
هي تلك المرتبطة بقيم الاستهلاك و
الانبهار بكل ما هو اصطناعي…أن
يكون الذوق الرفيع هو ذلك الخيط
الرفيع الذي يربطنا بالطبيعة…بفاكهة
لها قصة…زرعتها يد فلاح و سقتها
و انتظرتها الى أن نضجت و
قطفتها و حملتها إلينا…أن يكون
هذا الخيط الرفيع قادرا على جعلنا
ندمن على عصير نزعنا قشور
فواكهه بأيدينا و حضرناه ممزوجا
بكل ما نحمله للطبيعة من حب و
تقدير عوض أن نقتني الجاهز
الممزوج بكميات هائلة من السكر و
المواد الحافظة و الملونة و الممزوج
خصوصا بالتنكر لكل ما يمكن
للطبيعة أن تهدينا إياه…ألا يمكن أن
نحب أجسادنا بشكل أرقى و
أفضل…و نحب الارض و الطبي
بحكمة أكبر…فخلايانا العصبية لا
تحتاج للكوكاكولا أو الماكدونالد كي
تبقى على قيد الحياة…خلايانا تعبر
عن عظمة الخالق…نظامها و ذكاؤها
و وظائفها المركبة و المعقدة جدا
تحتاج الى ما هو طبيعي مثلها…إلى
ما يعبر عن عظمة الخالق مثلها…
تحتاج الى شيء ينبت في التراب و
يكبر في التراب…شيء منها
