الذكاء الاصطناعي يقتحم الشاشة الكبرى: ندوة "ENSA" تضيء آفاق المستقبل السينمائي بمهرجان خريبكة
خريبكة_ياسين منامي
في خطوة سباقة تعكس الرؤية المستقبلية للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، استضافت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية (ENSA) ندوة رئيسية محورية بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في السينما". الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة المقبلة للمهرجان، شهدت حضوراً نوعياً من أكاديميين، مخرجين، سينمائيين، وخبراء في تكنولوجيا المعلومات، وفتحت آفاقاً واسعة للنقاش حول التقاطع المتنامي بين أحدث الابتكارات التكنولوجية وصناعة الفن السابع.
تداول الحاضرون صوراً للندوة على نطاق واسع، والتي عكست جو النقاش الثري والتفاعل البناء بين المتحدثين والجمهور. ظهرت في الصور شاشات العرض التي تضمنت رسوم بيانية توضيحية لآليات عمل الذكاء الاصطناعي، ومقتطفات من أفلام بدأت تستفيد من هذه التقنيات. كما أبرزت الصور جلسات الأسئلة والأجوبة النشطة، حيث أبدى المشاركون شغفاً كبيراً بفهم كيفية دمج هذه التقنيات الجديدة في العملية الإبداعية.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من إدارة ENSA، مؤكدة على أهمية هذه الشراكة بين المؤسسة الأكاديمية والمهرجان السينمائي في سبيل الارتقاء بالوعي الفني والتكنولوجي. توالت بعد ذلك المداخلات، حيث تناول المتحدثون جوانب متعددة لتأثير الذكاء الاصطناعي على السينما.
من أبرز المحاور التي نوقشت كانت قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل النصوص السينمائية لتقديم اقتراحات حول الحبكة والشخصيات، وحتى التنبؤ بمدى نجاح الأفلام تجارياً. كما تم التطرق إلى دور الذكاء الاصطناعي في عمليات ما بعد الإنتاج، مثل تحسين جودة الصورة والصوت، وتوليد المؤثرات البصرية المعقدة بكفاءة غير مسبوقة.
لم يغفل المتحدثون عن الجانب الإبداعي، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة للمخرجين وكتاب السيناريو، لتوليد أفكار جديدة وغير تقليدية، أو حتى للمساعدة في إنشاء موسيقى تصويرية أصلية ومتفردة. وقد عرضت بعض الأمثلة التطبيقية لمشاريع سينمائية عالمية بدأت بالفعل في استكشاف هذه الإمكانيات.
لم تكن الندوة مجرد استعراض للإمكانيات، بل تطرقت أيضاً إلى التحديات الأخلاقية والقانونية التي يفرضها توظيف الذكاء الاصطناعي في السينما، مثل قضايا حقوق الملكية الفكرية، وتأثيره المحتمل على فرص عمل العاملين في الصناعة. دار نقاش حاد حول ضرورة إيجاد توازن بين الاستفادة من هذه التقنيات والحفاظ على جوهر الإبداع البشري.
اختتمت الندوة بتوصيات تدعو إلى تعزيز البحث العلمي في هذا المجال، وتشجيع التعاون بين المبرمجين والسينمائيين، وإنشاء منصات لتبادل الخبرات والمعرفة. كما أكدت على أن مستقبل السينما قد يكون أكثر إثارة وتنوعاً بفضل هذه الثورة التكنولوجية، لكنه يتطلب وعياً وتخطيطاً مستمرين لضمان الاستفادة القصوى مع الحفاظ على روح الفن.
شكلت هذه الندوة علامة فارقة في فعاليات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة 2025، مؤكدة على دور المغرب الريادي في استشراف المستقبل ودمج التكنولوجيا في صميم الفعاليات الثقافية والفنية.